موقع ومنتدى -- عاطف كامل
ترحيب
قائمة الموقع
CNN Arabic
المكسب
طريقة الدخول
الرئيسية » ملفات » ملفاتي

معاملة الناس
2013-03-15, 10:13 PM

معاملة الناس

لا بد من اعتقاد أن  النافع والضار هو الله تعالى ،وأنه لا يملك أحد لأحد شيئا ،وإذا جاءك نفع عن طريق الناس فهو بإذن الله أو أصابك ضر فاعلم أن الله تعالى كتبه عليك ، واعلم أن القلوب بيد الله يصرِّفُها كيف يشاء ، فهو القادر على أن يرقق قلوبَ الناس عليك وهو القادر على أن يجعلها تقسو عليك ، وهو الذي يضع القبول لمن شاء من خلقه في الأرض   والناس مثلك فقراء  ومحتاجون إليه سبحانه وتعالى ،وإن كانوا في الظاهر أغنياء فغنى الناس عارض وغنى الله ذاتي وهذا يستلزم ألا تجامل الناس على حساب الدين والشرع فإذا حاولت أن ترضي الناس بسخط الله أسخط الله عليك الناس وإذا أرضيت الله ولو سخط الناس أرضى الله عنك الناس ،ولا يحملنك هذا إلى جفاء الناس ، ولكن أحسن إلى الناس لله لا لرجائهم وتبسط لهم لله وألن لهم  الكلام وتواضع لهم حتى لا يبغي بعضكم على بعض ولا تتكبر عليهم فلا تحتقر الناس ولا ترفض الحق إذا كان واضحا.

القيام للقادم

عن أنس قال:"لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك".الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.وقال الألباني: صحيح.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط القيام في الصلاة للقادرين حتى لا تتشابه الصورة مع قيصر وكسرى فقد كان أحدهم يجلس وأتباعه من حوله قيام.

هذا مع الفارق الكبير فرسول الله صلى الله عليه وسلم جلس لعذر والصحابة قاموا خلفه لرب العالمين أما ملوك فارس والروم كانوا يجلسون  كبرا ومن حولهم يقومون لهم إعظاما وإجلالا.

عن الزهري قال سمعت أنس بن مالك يقول:سقط النبي صلى الله عليه وسلم عن فرس فجُحِش شقة الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا فصلينا وراءه قعودا فلما قضى الصلاة قال :"إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا سجد فاسجدوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون".مسلم.(جحش):خدش.

وفي رواية جابر عند مسلم أيضا قال جابر:"اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا".

ورجل عالم يسمى ابن بطة كان شديد التمسك بالسنة وكان يكره هذا القيام ذات يوم نزل إلى السوق ومعه صاحب له شاعر فمر على رجل عالم كان في دكانه فقام هذا العالم احتراما وإجلالا لابن بطة وهو يعلم أن ابن بطة يكره ذلك فقابله ببيتين من الشعر قال:

لا تلمنـي على القيام فحقي         حين تبدو ألا أملّ القيـام

 أنت من أكرم البرية عندي        ومن الحق أن أجل الكرام

فقال ابنُ بطة لصديقه الشاعر أجبه عني فقال:

أنت إنْ كنتَ لا عَدِمْتُك تَرْعَى      ليَّ حقا وتُظْهِر الإعظاما

فلك الفضل في التقدم والعـلم      ولسنا نريد منك احتشاما

فاعفني الآن من قيـامك أولا       فسأجزيـك بالقيام قياما

وأنا كـاره لذلكـــ جـدا       إن فيــه تملقا وآثامـا

لا تُكَلِف أخاك أنْ يَتَلاقَاك          بمـا يستحـلُّ به الحرامـا 

وإذا صحتْ الضمائر منا          اكتفينا من أن نُتْعِبَ الأجساما

كلنا واثـق بـود أخيـه          ففيم انــزعاجنا وعـلام؟

الخلاصة:إذا كان القادم يعلم السنة فلا تقم له أما إذا غلب على ظنك أن القادم لا يعلم هذه السنة وأنه سيظن أن ذلك انتقاص من قدره وأن ذلك سيولد عداوة وشحناء فقم إليه دفعا لما قد يتوهمه وينبغي عدم تركه على جهله بالسنة بل يجب نصحه بلطف شديد وبعيد عن الناس أو إثارة الموضوع أمامه في ملأ هو منهم حتى يتعلم السنة بطريقة لطيفة تكون أقرب للقبول.

ولا بأس في القيام للقادم من سفر فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام لعكرمة ،  وقال للأنصار لما قدم (سعد بن معاذ) قوموا إلى سيدكم وكان قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه وسبب هذا القيام لإنزاله من على الحمار لأنه كان جريحا رضي الله عنه .

وقال ابن تيمية:(وليس هذا القيام المذكور في قوله:"من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار". فإنَّ ذلك أن يقوموا له وهو قاعد ليس هو أن يقوموا لمجيئه إذا جاء ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه وقمت له والقائم للقادم ساواه في القيام بخلاف القائم للقاعد).

كيف يكون التصرف إذا التقى المسلمان؟

- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ ؟ قَالَ لَا. قَالَ أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ؟ قَالَ لَا. قَالَ أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ قَالَ نَعَمْ". قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

- وعَنْ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا". أبو داود.

- وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي فَأَتَاهُ فَقَرَعَ الْبَابَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ ". قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .

 -وعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :" قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ :" مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ ".البخاري.

وفي يوم آخر حمل أمامة بنت بنته زينب وهو يصلي فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.

ما يستفاد من الأحاديث السابقة

1- عدم مشروعية الانحناء عند اللقاء ،وإن كان هذا كان جائزا في شرع من قبلنا ولكن الإسلام نسخ هذا الحكم ونهى عنه.

2-عدم مشروعية الأخذ بالحضن(المعانقة) والتقبيل إلا لمن كان قادما من سفر.وإذا كان رجل غير قادم من سفر ولا يعلم السنة وهمَّ أن يعانقك ويقبلك فلا ترده ولا تنهره ولكن تجاوب معه ولما تختلي به أعلمه السنة بلطف شديد. لأنه ربما إذا لم تتجاوب معه أوغرت صدره أو سببت له حرجا فتنشأ في قلبه عداوة وكره وبغض لك يحمله على عدم قبول الحق منك. 

3- مشروعية المصافحة عند اللقاء، ومن فضل المصافحة غفران ذنوب المتصافحين قبل الافتراق ، أما من مر على قوم يكتفي بإلقاء السلام ولا يشترط أن يصافح الإنسان كل من يلقاه.

4- ويجوز تقبيل يد الأب والأم والعالم الكبير القدر وغيرهم أحيانا وليس في كل لقاء على أن نكون ذلك من باب الاحترام كما يجوز تقبيل الرأس والرجل ، أما من صافحته ثم مد يده إليك لتقبلها فلا تقبلها.

5- ويشرع تقبيل الأطفال الصغار ذكورا وإناثا سواء أكانوا أولادك أو أولاد أولادك أو أولاد أصدقائك أو جيرانك من باب  الرحمة والعطف والشفقة على الصغير.

حسن الخلق

الصحوة الإسلامية اليوم صحوة فكرية فقط بمعنى أن الناس بدؤوا يعرفون كثيرا من أمور دينهم وبدأ الاهتمام بالتفقه في دين الله تعالى  ولكن الخلل ما زال موجودا في التطبيق والسلوك والأخلاق ؛ ولذلك أردنا أن نبين بعض أخلاق الرسول الكريم لنقتدي به في حياتنا فبعضهم يكذب وهو يعلم أن القدوة كان صادقا أمينا وبعضهم بخيل وهو يعلم أن الأسوة كان أجود من الريح  المرسلة وبعضهم يقبل الشرع إذا صادف هوى عنده ويرده لأنه لا يصادف هواه وتجد هؤلاء يستدلون بالدليل في غير موضعه ليؤكد أن تصرفه شرعي وفي نفسه شيء آخر وبعضهم متكبر وهو يعلم أن القدوة كان أشدَّ الناس تواضعا وبعضهم إن أُعْطِيَ رضي وإن لم يُعْطَ سخط وبعضهم إن أَعْطَى مَنَّ وبعضهم إنْ استأمنته على سر أفشاه ،وبعضهم يغمز ويلمز وبعضهم يعكف على الغيبة والنميمة وهو يعلم أنهما حرام وبعضهم كل همه التميز فيخالف لا لشيء إلا التميز وبعضهم يفتخر بحسبه ونسبه وهو يعلم أنها منتنة وبعضهم يأكل الميراث وبعضهم يقطع الأرحام وكأن هذا ليس منهيا عنه، وبعضهم إذا خاصم خصاما شخصيا فجر وأعطى هذا الخصام صبغة شرعية،وبعضهم يدعي العلم فيقول مثلا هذا حديث صحيح أو ضعيف أو موضوع وهو معروف أنه ليس من أهل الحديث مما يوهم الناس أنه صاحب هذا البحث ولكن الواجب عليه أن يقول صححه فلان أو ضعفه علان وهكذا يحبون إن يحمدوا بما لم يفعلوا يا ليتهم يحبون أن يحمدوا بما فعلوا إذن لهان الأمر ، وبعضهم لا يحب الخير لأخيه وهو يعلم أنه :"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ".البخاري في الأدب المفرد.

  وكأن هذا ليس من الدين وبعضهم لا يعرف الإيثار إلا في الرخاء بمعنى أنهم يجلسون على الطعام واللحم متوفر فأحدهم يمسك قطعة لحم ويقطعها ويعطي من حوله ثم يقول هذا إيثار وإن لم توجد إلا قطعة لحم واحدة التهمها قبل أن ينظروا إليها ونسي الإيثار لأنه ادعى ذلك  الخُلُق وعند الاختبار فشل ،

وبعضهم سلبي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر وبعضهم يجامل على حساب الدين ومن صور ذلك خطيب خطب خطبة عوجاء صماء ولكن من حوله يستفيدون منه فإذا نزل من علي المنبر قالوا له هذه أحسن خطبة سمعناها وهم يعلمون أنها أسوأ ما سمعوا ، وبعضهم إذا وكله الناس بتوزيع الصدقات أو ملابس أو لحوم أضاحي أو غير ذلك أعطاها للمستحقين ولكنه يوهمهم أنها منه فيصنع لنفسه شخصية وكيان من مال غيره ونسي يوم الحساب وأن الله يعلم ما غاب ،وكان الواجب عليه أن يخبرهم أنها أمانة أنا أحملها لكم ، والأخطر من هذا الذي يجامل بأموال زكاة غيره أقاربه وجيرانه وهم غير مستحقين وبعضهم إن حَدَثَ بينه وبينه أخيه شيء بلغ عنه الأمن وافترى عليه ونسي الأخوة وبعضهم يحب الفتن وإثارة الشغب والخلاف وبلبلة الرأي .وبعضهم يحب الظهور ويعتقد أنه أفهم الناس وأعقل الناس وأنه لا نجم غيره ونسي أن السماء مملوءة بالنجوم  فيخشى عليه ضياع الأجر بسبب فساد النية ، وبعضهم فاحش بذئ وسيء الخلق وينسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن وبعضهم ما زال يستهزئ باللحية وتقصير الثياب والنقاب وينسى أن هذا من الدين.

عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن ليدرك بخلقه درجة الصائم القائم).صحيح ابن حبان وقال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح.

وقوله صلى الله عليه وسلم :"حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار". وطول العمر المقصود به إطالة حقيقية وليس المقصود به البركة في العمر فإذا كان العمر مقدر ، فالبركة أيضا مقدرة،فإذا جاز زيادة البركة فجاز إطالة العمر.

 

الفئة: ملفاتي | أضاف: atefkamel
مشاهده: 302 | تحميلات: 0 | تعليقات: 1 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
حديث شريف
صورة كل دقبقة
أخبار من مصراوي
بحث عام وشامل
المنشاوي
محمد رفعت
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع
  • Copyright MyCorp © 2025تصميم موقع مجاني с uCoz